فصل: قال ابن عاشور:

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم



.قال عبد الكريم الخطيب:

قوله تعالى: «ما جَعَلَ اللَّهُ لرَجُلٍ منْ قَلْبَيْن في جَوْفه».
تقرّر الآية الكريمة حقيقة واقعة، هي أنه «ما جَعَلَ اللَّهُ لرَجُلٍ منْ قَلْبَيْن في جَوْفه» إذ أن ذلك من شأنه أن يفسد نظام الجسد، إذ يقوم في كيانه قوتان، تعمل فيه كل قوة عمل الأخرى، ومن هنا تعمل كل منهما على إجلاء الأخرى من مكانها، فيقع الجسد نهيا لهذا الصراع بينهما، إذ كل منهما تريد أن يكون لها السلطان عليه. وبينى على هذه الحقيقة أمور:
أولا: أنه لا يجتمع في كيان إنسان ولاء اللّه، وولاء لأعداء اللّه. فذلك من شأنه أن يفسد الأمرين معا، لأنه جمع بين النقيضين: فإما ولاء اللّه، وإما ولاء لأعداء اللّه. وفي هذا يقول السيد المسيح: لا يقدر أحد أن يخدم سيدين، لأنه إما أن يبغض الواحد ويحب الآخر، أو يلازم الواحد ويحقر الآخر.
وثانيا: أنه كما لا يجتمع في جوف إنسان قلبان، كذلك لا يجتمع في ذات امرأة أن تكون أما وزوجا في آن واحد. ومن ثمّ فإن معاملة الزوجة كأم في الحرمة، وذلك في قول الرجل منهم لامرأته: أنت علىّ كظهر أمي- هذه المعاملة التي تجعل الزوج أمّا، فيها قلب للأوضاع، وتعمية وخلط للحقائق. فالزوج زوج، والأم أم، لا يجتمعان في ذات واحدة، لشخص واحد.
وثالثا: وكما لا تكون زوج الرجل أمّا، كذلك لا يكون متبنّاه ابنا له. فهذا غير ذاك، ولا يجتمع متبنى وابن في ذات واحدة، لرجل واحد.
ومن ثمّ فإن ما كان يتخذه الجاهليون من تبنى أبناء غيرهم، ومعاملتهم معاملة الأبناء من الصلب، في الميراث وغيره- هو تضييع للأنساب، وتزييف للواقع، وجمع بين ما هو باطل وما هو حق.
وقد كان العرب في جاهليتهم- تحت ظروف الحياة التي تعتمد على الاستكثار من الرجال- يعملون جاهدين على إلحاق غير أبناءهم بهم، ممن يتوسمون فيهم القوة والشجاعة.
فلما جاء الإسلام، وأقام حياة الناس على العدل، ودفع بأس بعضهم عن بعض- لم تعد ثمة داعية إلى الإبقاء على هذه العادة، ولكن كان هناك كثير من الحالات أدركها الإسلام وقد أخذت وضعها في المجتمع، ولم يكن من اليسير التخلص منها بعمل فردى، ومن أجل هذا فقد جاء التوجيه السماوي بإنهاء هذه العلاقة المصطنعة، التي كانت قائمة بين الأدعياء والآباء، وإقامة علاقة أخرى مقامها، أوثق عرى، وأقرب قرابة، هي علاقة الأخوّة في الدين، وقرابة الولاء للّه بين المؤمنين.
وقد كان للنبى صلى اللّه عليه وسلم متبنّى هو زيد بن حارثة الذي كان مولى للسيدة خديجة رضي الله عنها فلما تزوجها النبي، وهبته زيدا، ولما علم أبو زيد أن ابنه في يد النبي، جاء يطلبه- وكان قد أسره بعض العرب، وباعه، فوقع ليد السيدة خديجة، ثم ليد النبي- فخيّر النبي زيدا بين أن يلحق بأبيه أو يقيم معه، فاختار أن يقيم مع النبي، فأعتقه النبي، وألحقه به، فكان يدعى زيد بن محمد.
فلما نزلت الآية: {ادْعُوهُمْ لآبائهمْ هُوَ أَقْسَطُ عنْدَ اللَّه} أصبح زيد يدعى زيد بن حارثة. وهكذا تبع المسلمون النبي في هذا، وتخلوا عن نسبة أدعيائهم إليهم.
وقوله تعالى: {ذلكُمْ قَوْلُكُمْ بأَفْواهكُمْ}- الإشارة {ذلكم} إلى الظّهار، وإلى التبني، وأن ذلك ليس من الحق في شىء، وإنما هو قول يقال، ولا مستند له، ولا حجة عليه.
وفي قوله تعالى: {بأَفْواهكُمْ}- إشارة إلى أن الكلمة إذا لم تكن عن وعى وإدراك، ولم تقم على منطق وحجة- كانت لغوا، وهذرا، لا وزن له.
وقوله تعالى: {وَاللَّهُ يَقُولُ الْحَقَّ} يقوله سبحانه دائما. فكل قول للّه، هو الحق المطلق.
وقوله تعالى: {وَهُوَ يَهْدي السَّبيلَ} بكلماته، وآياته. فمن استمع إليها، واستجاب لها هدى إلى صراط مستقيم.
قوله تعالى: {ادْعُوهُمْ لآبائهمْ هُوَ أَقْسَطُ عنْدَ اللَّه فَإنْ لَمْ تَعْلَمُوا آباءَهُمْ فَإخْوانُكُمْ في الدّين وَمَواليكُمْ وَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُناحٌ فيما أَخْطَأْتُمْ به وَلكنْ ما تَعَمَّدَتْ قُلُوبُكُمْ وَكانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحيمًا}.
هو التطبيق العملي، لما كشفت عنه الآية السابقة، من بطلان التبني.
فيترتب على هذا أن يلحق الأدعياء بآبائهم، وأن ينتسبوا إلى من ولدوا في فراشهم، فذلك هو الحق، والعدل: {ادْعُوهُمْ لآبائهمْ هُوَ أَقْسَطُ عنْدَ اللَّه} أي هذا العمل هو المقبول عند اللّه، لأن اللّه حق، ولا يقبل إلا حقا.
وفي تعدية الفعل {ادعوهم} باللام، إشارة إلى تضمنه معنى الفعل: انسبوهم، أو ردّوهم، ونحو هذا.
وقوله تعالى: {فَإنْ لَمْ تَعْلَمُوا آباءَهُمْ فَإخْوانُكُمْ في الدّين وَمَواليكُمْ} أي إن لم يكن لأدعيائكم آباء معروفون لكم ولهم، فادعوهم إخوانا لكم في الدين، وأولياء لكم مع جماعة المؤمنين، كما يقول اللّه تعالى: {إنَّمَا الْمُؤْمنُونَ إخْوَةٌ} وكما يقول سبحانه: {وَالْمُؤْمنُونَ وَالْمُؤْمناتُ بَعْضُهُمْ أَوْلياءُ بَعْضٍ} (التوبة: 71).
وقوله تعالى: {وَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُناحٌ فيما أَخْطَأْتُمْ به وَلكنْ ما تَعَمَّدَتْ قُلُوبُكُمْ وَكانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحيمًا} هو تفرقة بين ما يقع على سبيل الخطأ والسهو، وما يقع عن تعمد وقصد، فيما يقع بعد تطبيق هذا الأمر، ودعوة الأدعياء لآبائهم فما وقع من خطأ في دعوتهم لمن كانوا آباء لهم بالتبني، فهو مما تجاوز اللّه عنه، وما كان عن عمد، فهو مما يقع موقع المؤاخذة، ولكن اللّه غفور رحيم، لمن رجع إلى الحقّ، وأصلح ما كان منه. اهـ.

.قال ابن عاشور:

{مَّا جَعَلَ الله لرَجُلٍ مّن قَلْبَين في جَوْفه}.
استئناف ابتدائي ابتداءَ المقدمة للغرض بعد التمهيد له بما قبله، والمقدمة أخص من التمهيد لأنها تشتمل على ما يوضح المقصد بخلاف التمهيد، فهذا مقدمة لما أمر النبي صلى الله عليه وسلم باتباعه مما يوحَى إليه وهو تشريع الاعتبار بحقائق الأشياء ومعانيها، وأن مواهي الأمور لا تتغير بما يلصق بها من الأقوَال المنافية للحقائق، وأن تلك الملصقات بالحقائق هي التي تحجب العقول عن التفهم في الحقائق الحق، وهي التي تَرينُ على القلوب بتلبيس الأشياء.
وذُكر ها هنا نوعان من الحقائق:
أحدهما: من حقائق المعتقدات لأجل إقامة الشريعة على العقائد الصحيحة، ونبذ الحقائق المصنوعة المخالفة للواقع لأن إصلاح التفكير هو مفتاح إصلاح العمل، وهذا ما جعل تأصيله إبطال أن يكون الله جعل في خلق بعض الناس نظامًا لم يجعله في خلق غيرهم.
وثاني النوعين: من حقائق الأعمال لتقوم الشريعة على اعتبار مواهي الأعمال بما هي ثابتة عليه في نفس الأمر إلا بالتوهم والادعاء.
وهذا يرجع إلى قاعدة أن حقائق الأشياء ثابتة وهو ما أُشير إليه بقوله تعالى: {وما جَعَل أزواجكم اللاّء تَظَّهَّرون منهن أمهاتكم وما جعل أدعياءكم أبناءكم ذلكم قولكم بأفواهكم والله يقول الحق} أي: لا يقول الباطل مثل بعض أقوالكم من ذلك القبيل.
والمقصود: التنبيه إلى بطلان أمور كان أهل الجاهلية قد زعموها وادّعوها.
وابتدىء من ذلك بما دليل بطلانه الحس والاختبار ليعلم من ذلك أن الذين اختلقوا مزاعم يشهد الحس بكذبها يهون عليهم اختلاق مزاعم فيها شُبه وتلبيس للباطل في صورة الحق فيتلقى ذلك بالإذعان والامتثال.
والإشارة بقوله: {ما جعل الله لرجل من قلبين في جوفه} إلى أكذوبة من تكاذيب الجاهلية كانوا يزعمون أن جميل بن معمر ويقال: ابن أسد بن حبيب الجُمحي الفهري وكان رجلًا داهية قوي الحفظ أن له قلبين يعملان ويتعاونان وكانوا يدْعونه ذَا القلبين يريدون العقلين لأنهم كانوا يحسبون أن الإدراك بالقلب وأن القلب محل العقل وقد غرّه ذلك أو تغارر به فكان لشدة كفره يقول: إن في جوفي قلبين أعمَل بكل واحد منهما عَملًا أفضل من عمل محمد.
وسمّوا بذي القلبين أيضًا عبد الله بن خطل التيمي، وكان يسمى في الجاهلية عبد العزى وأسلم فسماه رسول الله صلى الله عليه وسلم عبد الله ثم كفر وقتل صبرًا يوم فتح مكة وهو الذي تعلق بأستار الكعبة فلم يعفُ عنه، فنفت الآية زعمهم نفيًا عامًا، أي: ما جعل الله لأي رجل من الناس قلبين لا لجميل بن معمر ولا لابن خطل، فوقوع {رجل} وهو نكرة في سياق النفي يقتضي العموم، ووقوع فعل {جعل} في سياق النفي يقتضي العموم لأن الفعل في سياق النفي مثل النكرة في سياق النفي.
ودخول {من} على {قلبين} للتنصيص على عموم قلبين في جوف رجل فدلت هذه العمومات الثلاثة على انتفاء كل فرد من أفراد الجعل لكل فرد مما يطلق عليه أنه قلبان، عن كل رجل من الناس، فدخل في العموم جميل بن معمر وغيره بحيث لا يدعى ذلك لأحد أيًّا كان.
ولفظ {رجل} لا مفهوم له لأنه أُريد به الإنسان بناء على ما تعارفوه في مخاطباتهم من نوط الأحكام والأوصاف الإنسانية بالرجال جريًا على الغالب في الكلام ما عدا الأوصاف الخاصة بالنساء يعلم أيضًا أنه لا يدعى لامرأة أن لها قلبين بحكم فحوى الخطاب أو لحن الخطاب.
والجعل المنفي هنا هو الجعل الجبلي، أي: ما خَلَق الله رجلًا بقلبين في جوفه وقد جعل إبطال هذا الزعم تمهيدًا لإبطال ما تواضعوا عليه من جعْل أحدٍ ابنًا لمن ليس هو بابنه، ومن جَعْل امرأة أمًّا لمن هي ليست أمه بطريقة قياس التمثيل، أي أن هؤلاء الذين يختلقون ما ليس في الخلقة لا يتورعُون عن اختلاق ما هو من ذلك القبيل من الأبوة والأمومة، وتفريعهم كل اختلاقهم جميع آثار الاختلاق، فإن البنوة والأمومة صفتان من أحوال الخلقة وليستا مما يتواضع الناس عليه بالتعاقد مثل الولاء والحلف.
فأما قوله تعالى: {وأزواجه أمهاتهم} [الأحزاب: 6] فهو على معنى التشبيه في أحكام البرور وحرمة التزويج؛ ألا ترى ما جاء في الحديث: أن رسول الله لما خطب عائشة من أبي بكر قال له أبو بكر: يا رسول الله إنما أنا أخوك، فقال رسول الله: «أنت أخي وهي لي حلال» أي أن الأخوة لا تتجاوز حالة المشابهة في النصيحة وحسن المعاشرة ولا تترتب عليها آثار الأخوة الجبلية لأن تلك آثار مرجعها إلى الخلقة فذلك معنى قوله «أنت أخي وهي لي حلال».
والجوف: باطن الإنسان صدره وبطنه وهو مقر الأعضاء الرئيسية عدا الدماغ.
وفائدة ذكر هذا الظرف زيادة تصوير المدلول عليه بالقلب وتجليه للسامع فإذا سمع ذلك كان أسرع إلى الاقتناع بإنكار احتواء الجوف على قلبين، وذلك مثل قوله: {ولكن تعمى القُلوبُ التي في الصُّدور} [الحج: 46] ونحوه من القيود المعلومة؛ وإنما يكون التصريح بها تذكيرًا بما هو معلوم وتجديدًا لتصوره، ومنه قوله تعالى: {وما من دابّة في الأرض ولا طائر يطير بجناحيه} وقد تقدم في سورة الأنعام (38).
{وَمَا جَعَلَ أزواجكم اللائى تظاهرون منْهُنَّ أمَّهاتكُم}.
عطف إبطال ثان لبعض مزاعمهم وهو ما كان في الجاهلية أن الرجل إذا أراد فراق زوجه فراقًا لا رجعة فيه بحال يقول لها: أنت عليّ كظهر أمي هذه صيغته المعروفة عندهم، فهي موجبة طلاق المرأة وحرمة تزوجها من بعد لأنها صارت أُمًّا له، وليس المقصود هنا تشريع إبطال آثار التحريم به لأن ذلك أُبطل في سورة المجادلة وهي مما نزل قبل نزول سورة الأحزاب كما سيأتي؛ ولكن المقصود أن يكون تمهيدًا لتشريع إبطال التبني تنظيرًا بين هذه الأوهام إلاّ أن هذا التمهيد الثاني أقرب إلى المقصود لأنه من الأحكام التشريعية.
واللاَّء: اسم موصول لجماعة النساء فهو اسم جمع التي لأنه على غير قياس صيغ الجمع وفيه لغات: اللاّء مكسور الهمزة أبدًا بوزن البابب واللاّئي بوزن الداعي والاَّء بوزن باب داخلة عليه لام التعريف بدون ياء.
وقرأ قالون عن نافع وقنبل عن ابن كثير وأبو جعفر اللاء بهمزة مكسورة غير مشبعة وهو لغة.
وقرأه ابن عامر وعاصم وحمزة والكسائي وخلف {واللائي} بياء بعد الهمزة بوزن الدّاعي، وقرأه أبو عمرو والبزّي عن ابن كثير ويعقوب و{اللاّيْ} بياء ساكنة بعد الألف بدلًا عن الهمزة وهو بدل سماعي، قيل: وهي لغة قريش.
وقرأ ورش بتسهيل الهمزة بين الهمزة والياء مع المد والقصر.
وروي ذلك عن أبي عمرو والبَزّي أيضًا.
وذكر الظهر في قولهم: أنت عليّ كظهر أمي، تخييل للتشبيه المضمر في النفس على طريقة الاستعارة المكنية إذ شبه زوجه حين يغشاها بالدابة حين يركبها راكبها، وذكر الظهر تخييلًا كما ذُكر أظفار المنية في بيت أبي ذؤيب الهذلي المعروف، وسيأتي بيانه في أول تفسير سورة المجادلة.
وقولهم: أنت عليَّ، فيه مضافٌ محذوف دل عليه ما في المخاطبة من معنى الزوجية والتقدير: غَشَيَانُك، وكلمة عليّ تؤذن بمعنى التحريم، أي: أنت حرام عليّ، فصارت الجملة بما لحقها من الحذف علامة على معنى التحريم الأبدي.
ويعدى إلى اسم المرأة المراد تحريمها بحرف من الابتدائية لتضمينه معنى الانفصال منها.
فلما قال الله تعالى: {اللائي تُظّهّرون منهن} علم الناس أنه يعني قولهم: أنت عليّ كظهر أمي.
والمراد بالجعل المنفي في قوله: {وما جعل أزواجكم اللائي تُظاهرون منهن أمهاتكم} الجعل الخَلْقي أيضًا كالذي في قوله: {ما جعل الله لرجل من قلبين في جوفه} أي ما خلقهن أمهاتكم إذ لسن كذلك في الواقع وذلك كناية عن انتفاء الأثر الشرعي الذي هو من آثار الجعل الخَلْقي لأن الإسلام هو الفطرة التي فطر الله الناس عليها قال تعالى: {إن أمهاتُهم إلا اللاّئي ولدْنهم} [المجادلة: 2] وقد بسط الله ذلك في سورة المجادلة وبه نعلم أن سورة المجادلة هي التي ورد فيها إبطال الظهار وأحكام كفارته فنعلم أن آية سورة الأحزاب وردت بعد تقرير إبطال الظهار فيكون ذكره فيها تمهيدًا لإبطال التبنّي بشبه أنّ كليهما ترتيب آثار ترتيبًا مصنوعًا باليد غير مبني على جعل إلهي.
وهذا يوقننا بأن سورة الأحزاب نزلت بعد سورة المجادلة خلافًا لما درَج عليه ابن الضريس وابن الحصار وما أسنده محمد بن الحارث بن أبيض عن جابر بن زيد مما هو مذكور في نوع المكي والمدني في نوع أول ما أنزل من كتاب الإتقان.
وقال السيوطي: في هذا الترتيب نظر.
وسنذكر ذلك في تفسير سورة المجادلة إن شاء الله.
وقرأ نافع وابن كثير وأبو عمرو {تَظَّهَّرون} بفتح التاء وتشديد الظاء مفتوحة دون ألف وتشديد الهاء مفتوحة.
وقرأ حفص عن عاصم {تُظَاهرون} بضم التاء وفتح الظاء مخففة وألف وهاء مكسورة، وقرأ حمزة والكسائي وأبو بكر عن عاصم وخلف: {تَظَاهرون} بفتح التاء وفتح الظاء مخففة بعدها ألف وفتح الهاء.
{وَمَا جَعَلَ أدْعيَاءكُمْ أَبْنَاءكُم}.